صحة المرأة الحامل النفسية
الصحة النفسية للمرأة الحامل
من الضروري هنا توضيح فكرة الامومة في السواء النفسي، على انها : الواقع الحملي الذي يتم لدى المرأة المتزوجة، تلبية لرغبة قوية وأمنية كبيرة بحصول الحمل وحين لا ترغب المرأة بالحمل أو تحمل وهي مكرهه فهذه ليست امومة صحيحة بمفهوم الصحة النفسية من هذا المفهوم ندرك اهمية الامومة في الحفاظ على الحمل وحسن الانجاب ويتبين لنا مدى خطورة الحمل المبكر لدى الفتيات الصغيرات او الواتي يتزوجن دون السن القانونية التي تجعلهن على درجة من الوعي العقلي والنضج النفسي أن السن المبكرة للزواج هذه لا تمكنهن من معرفة وفهم ما يمرن به من مراحل مهمة في حياتهن وكم من كبيرات السن ايضاً، واللواتي يحملن تلبية لدوافع غير صحيحة، كالحفاظ على الثروة، او تلبية لأغراض وحاجات تخص الزوج ومن يلوذ به .
ان نسبة مرتفعة من الاسقاطات تعود الى الجمل المكره، كما ان اكثر من 75% من المولودين بتخلف عقلي، او اضطراب مزاجي، كالسلوك المنحرف او سلوك الرفض عند الاجنة، لم تكن لأمهاتهم اللواتي حملن بهم رغبة في ذلك .
ان كثيراً من المشاكل السيئة تقف دونها الامومة الصحيحة حاجزاً قويا، يدفع عن الجنين كل شائبة هذا الحاجز لا يتشكل في الحمل المكره أو غير المرغوب فيه.
بهذا الفهم الصحيح لمعنى الامومة، ندرك اهمية ما تستحقه من الرعاية لصالح الاجيال المستقبل ولذلك نؤكد بما يجب على المجتمع من المساهمة في منح هذا الحق للمرأة والذي هو اصلا لها حتى يعطي المجتمع افضل المولودين.
النقطة التالية التي يجب التركيز عليها في فهم الصحة النفسية للمرأة الحامل وهي ان المرأة لا تمتلك توازناً هرمونياً كما هو في الرجل فالحركة الطورية الهرمونية لديها لها ابعادها النفسية الخاصة التي تتصف بتغيرات في المزاج توافق طبيعة الهرمون المسيطر وطبيعة تأثيراته على الاعضاء المستهدفة وخاصة العصبية منها.
ففي الطور الجربي (العلولبوكليني) أو ما يسمى (بهرمون الحب) الذي يبدأ في النصف الاول للدورة الشهرية وهو يقابل مرحلة نفسية هي مرحلة الزوجة (طور الشبق ) والذي يتلوه في النصف الثاني من الدورة مرحلة( الام) والتي يسيطر عليها فيه هرمون الامومة الطور اللوتيئيني ويسود المرأة فيه شعور نفسي يميل بها الى الاهتمام بالحمل المتوقع وهكذا ينتقل مزاج المرأة من الانشراح والبهجة والاطمئنان والترقب الى الاكتئاب المفاجئ والتوتر الذي يقابل النقص الشديد في قيم الهرمونات في الدم بعد مرحلة كانت فيها مرتفعة، هذه التغيرات الهرمونية الدورية الدائمة هي مدار تقلبات عاطفية نفسية وتحولات في المزاج قد لا يلتفت اليها الزوج او الاسرة بما تتطلبه من اهتمام لذلك فقد تصادفنا كثير من حالات الاكتئاب الشديدة التي تلي الولادات بكل انواعها والتي تنجم عن عوز هرموني شديد تال لغياب المشيمة وقد يكون هذا الاكتئاب هو احد اسباب ندرة الحليب لدى الام اضافة الى انه يشكل مشكلة مرضية قد لا تقل بمستواها عن الارجاج التسمم الحملي عقب الولادة وتحتاج الى تدبير نفسي معتبر من الزوج والاهل واخصائي الصحة النفسية .
ولقد تبين ان وجود انسان قريب ودود ومؤنس الى جانب الحامل اثناء المخاض يلعب دوراً مهماً في دعمها نفسياً وبالتالي تسهيل الولادة واقلال المشكلات والاذيات التي تلحق بالجنين وخاصة مشكلة نقص الاوكسجين .
لقد تأكد ان للدعم النفسي هذا اهمية خاصة في تثبيط افراز الكاتيكولامينات في بدن الحامل وهي التي تعمل على رفع الضغط، وتزيد من شدة الارجاج النفاسي.
ان رعاية الصحة النفسية للأم الحامل، تضع في التوعية عدداً من مؤشرات الخطورة المهمة فعلات للحامل والجنين، يأتي في مقدمتها ما اكدنا عليه سابقاً وهي :
- الحمل المكره، الذي يتم عن غير رغبة من المرأة فيه .
- الامهات الحوامل المعرضات لشدات نفسية وتوتر قلقي.
- ان الرعاية النفسية للنفساء لا تقل اهمية عن الحامل، والتوعية الاجتماعية هي قضية مهمة لتحقيق النجاح في الدعم النفسي الذي يحسن الانجاب، اضافة لحماية الحامل.
بقلم: د. راوية فؤاد المرسي