تفاصيل مهمة جدا عن الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية
بالإضافة إلى أن لبن الثدى يعتبر مصدر متكامل للعناصر الغذائية للأطفال الرضع فى الشهور الأولى من حياتهم وحتى الشهر الرابع أو السادس. فإنة أيضا يحتوى على خلاصة العناصر الغذائية التى تقوم بحماية الطفل من مختلف الأمراض متضمنة الأمراض المعدية، وشلل الأطفال، والأنفلونزا، وعدوى الجهاز التنفسى والجهاز المعوى. كما أثبتت الدراسات أن لبن الثدى قد يمنح الجسم الحماية ضد زيادة وإنتشارسرطان الغدد الليمفاوية والسكر أثناء مرحلة الطفولة. كما أن الأطفال الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية يكونوا أقل تعرضا للإصابة بالحساسية. بالإضافة إلى أن لبن الثدى يحتوى على الدهون الأساسية والغير أساسية والعناصر الأخرى التى ترفع من كفاءة نمو وتطور الجهاز العصبى والعيون. وكذلك فإن نسبة الذكاء عند الأطفال الذين يحصلون على رضاعة طبيعية تكون أعلى من غيرهم.
هل الرضاعة الطبيعية أفضل لجميع الأمهات والأطفال الرضع؟
أكثر من 96% من السيدات قادرات من الناحية البيلوجية على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية. ولكن الرضاعة الطبيعية ليست دائما الوسيلة الأفضل للتغذية لكل أم ولكل طفل. فنجاح الرضاعة الطبيعية يتأثر بشدة بالظروف النفسية والبيئية المحيطة. فى الولايات المتحدة نجد أن حوالى 59%من الأمهات يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، ولكن هذة النسبة إنخفضت خلال الفترة من 1950 إلى 1970. حيث أن كثير من السيدات فى الوقت الحاضر تربين فى بيئة يفضل فيها الغذاء البديل لللبن عن الرضاعة الطبيعية. كما أن إرتفاع عدد السيدات اللاتى يعدن إلى العمل بعد الولادة مباشرة، ونقص الدعم الجسدى والعاطفى للأم، والإرتباك، والمغادرة المبكرة للمستشفى بعد الولادة، وعينات الأغذية البديلة لللبن المجانية، ونقص المعرفة عن الرضاعة الطبيعية وأهميتها، كل هذة العوامل تمنع السيدات فى الولايات المتحدة عن ممارسة الرضاعة الطبيعية. ولكن هناك بعض الدول الأوروبية التى تشجع الرضاعة الطبيعية تقدم بعض المساعدة للأم مثل السماح لها بالبقاء فى المستشفى بعد الولادة حتى يتم تدريب الأم على كيفية الرضاعة الطبيعية السليمة. كما أن بعض الدول الأفريقية تمنح الأم بعض الراحة من ضغوط العمل وبهذا يتوفر لهل الوقت الكافى لإرضاع المولود الجديد والإهتمام بة.
كيفية الرضاعة الطبيعية
إن جسم المرأة يستعد للرضاعة الطبيعية أثناء فترة الحمل، حيث تترسب وتتجمع الدهون فى أنسجة الثدى ،و تتكون شبكة من الأوعية الدموية والأعصاب بداخلة. كما تنضج القنوات التى سوف تنقل اللبن من الخلايا المنتجة لللبن إلى الحلمة. وتعطى التغيرات الهرمونية التى تحدث عند الولادة الإشارة لكى يبدأ إنتاج اللبن.
و يختلف لبن الثدى الذى تنتجة الأم فى الايام الثلاثة الأولى بعد الولادة عن اللبن الذى ينتج بعد ذلك. ويطلق على هذا اللبن colostrums”" وهو يحتوى على نسب أعلى من البروتين والمعادن والأجسام المضادة.
التغذية والرضاعة الطبيعية
تحتاج الأم التى تقوم بإرضاع طفلها رضاعة طبيعية إلى نظام غذائى ملائم ومتوازن لتعويض مخزون الجسم من الغذاء الذى تفقدة أثناء الرضاعة وكذلك للمحافظة على صحتها وإنتاج لبن كاف لطفلها.
السعرات الحرارية والعناصر الغذائية اللازمة
إن نسبة السعرات الحرارية التى تحتاجها الأم أثناء الرضاعة الطبيعية تكون أكثر بحوالى 25% عن ما تحتاجة بقية السيدات. فهى تحتاج حوالى 40% من السعرات الحرارية. ولكنة ليس من المفترض الحصول على كل هذة الكمية من السعرات من الطعام أو من النظام الغذائى للأم. فالطاقة التى تنتج من مخزون الدهون التى تتجمع تلقائيا فى الجسم أثناء فترة الحمل، تساهم فى حصول الأم على حاجتها من السعرات الحرارية أثناء الرضاعة الطبيعية.
ما هو النظام الغذائى الجيد للسيدات أثناء الرضاعة الطبيعية؟
يمكن لأى سيدة الحصول على ما تحتاج إلية من السعرات الحرارية وغيرها من العناصر الغذائية أثناء الرضاعة الطبيعية عن طريق إتباع نظم غذائية متنوعة. فإن عدم الحصول على السعرات الحرارية الكافية قد يؤدى إلى قلة إنتاج اللبن. فالنظم الغذائية المنخفضة السعرات الحرارية (و هى التى تمد الجسم بأقل من 1500 سعر حرارى فى اليوم)، وكذلك فقدان الأم للوزن الذى يتجاوز 1.5 – 2 باوند فى الأسبوع يساهم أيضا فى قلة إنتاج الأم لللبن. ولا ينصح بتناول المكملات الغذائية أثناء الرضاعة الطبيعية، ولكن يجب أن يكون الطعام هو المصدر الأساسى للحصول على جميع العناصر الغذائية.
بعض التحذيرات للسيدات أثناء الرضاعة الطبيعية
يجب على الأم ان تكون على وعى بأن تقريبا كل ما تتناولة يصل فى النهاية إلى لبن الثدى. فعندما تقوم الأم بشرب القهوة فإن رضيعها أيضا يحصل على جرعة صغيرة من الكافيين. وكذلك تنتقل الكحوليات من جسم الام إلى لبن الثدى. حيث أن فتطور المخ والجهاز العصبى للاطفال قد يتأخر إذا كانت الأم من المدمنات على الشرب. كما ان الملوثات البيئية كالرصاص، وDDT، PCBS، PBBS، تنتقل غلى لبن الأم. فكثير من هذة الملوثات البيئية يتم تخزينها فى الدهون الموجودة فى الجسم أو فى أنسجة العظام. وعندما تستخدم تلك الدهون أو الكالسيوم الموجود فى العظام فى وظائف الجسم الحيوية، فإن الملوثات تنتقل إلى اللبن. كما ان تناول الأسماك من مياة البحيرات الملوثة مثل Ontario، وMichigan يرتبط إرتباطا وثيقا بالإرتفاع الغير طبيعى فى نسبة الPCBS فى لبن الأم. والأطفال الرضع الذين يترضون لهذا النوع من الملوثات يعانون من الطفح الجلدى، إضطرابات الهضم، ومشاكل بالجهاز العصبى. وبسبب صغر حجم الأطفال فإن جرعة صغيرة من الكافيين، الكحوليات، المخدرات، والملوثات البيئية كافية للتأثير عليهم بدرجة أكبر من البالغين. لذلك يجب على الام أن تخفض مقدار ما تتناولة من القهوة إلى 4 فناجين أو أقل فى اليوم. كما يجب ان تتجنب الكحوليات أو ان تحد من تناولها بشرب كوب واحد فى اليوم. أما بالنسبة للمخدرات والعقاقير فيجب إستخدامها فقط تحت الإشراف الطبى.
بقلم: د. راوية فؤاد المرسي